في الطرف الغربي من القرية، كان هناك بيت قديم من الطوب اللبن، يقع بجوار مجرى ترعة مهجورة. كان الناس يتجنبون الاقتراب منه، خاصةً بعد غروب الشمس. البيت كان مملوكًا لعائلة “الشيخ عرفه”، رجل غريب الأطوار، كان يعيش وحده بعد أن ماتت زوجته وابنه في حادث غامض داخل نفس البيت.
الناس قالوا إنهم سمعوا ليلاً صرخات تأتي من هناك، وصوت خطوات على السقف، مع أن البيت خاوٍ منذ سنوات. حاول البعض أن يفسّر الأمر بـ"قطط" أو "رياح"، لكن أحدًا لم يكن يجرؤ على الاقتراب ليتأكد.
في أحد ليالي شتاء 2003، اجتمع خمسة شباب من أهل القرية في جلسة سمر. كان بينهم "حسن" و"محمود" و"فتحي"، وكلهم في العشرينيات من عمرهم. دار الحديث عن البيت المهجور، وبدأوا يتراهنون من يجرؤ على قضاء ليلة كاملة بداخله.
ضحك "حسن" متحديًا: أنا هدخل البيت الليلة دي.. وهبات فيه.. ولو رجعت الصبح هتجيبولي كل واحد كيلو لحمة!
ضحكوا ووافقوا.
ذهب "حسن" عند منتصف الليل، حاملاً كشافًا صغيرًا وبطانية. دخل البيت، وصرّ الباب من خلفه... ومن وقتها، لم يره أحد حيًا مرة أخرى.
في اليوم التالي، ذهب أصحابه للبيت مع عدد من الرجال. وجدوا الكشاف مكسورًا، والبطانية مرمية في ركن، ولا أثر لحسن.
الأغرب أنهم وجدوا أثر يدين صغيرتين على الحائط، وكأن طفلًا كان يزحف على الجدران! وزادت القصة غموضًا عندما لاحظ أحدهم أن ساعة الحائط – المعطلة منذ سنوات – كانت تتحرك لثوانٍ ثم تتوقف عند الثالثة والربع، وقت دخول "حسن" تقريبًا.
تم البحث عنه في الترعة المجاورة، وفي الحقول، لكن لم يُعثر على جسده مطلقًا. والبيت أُغلق بعد ذلك تمامًا، بالجير الأحمر، وكُتب عليه: لا تقترب.. البيت ملعون.
حتى اليوم، لا يمر أحد من أهل بشبيش بجوار البيت ليلًا، ولا يُسمح للأطفال باللعب في تلك الجهة. وفي كل ذكرى لاختفاء "حسن"، يُقال إن البعض يسمع همسات باسمه تأتي من الداخل.
0تعليقات